سرطان عنق الرحم هو أحد انواع السرطانات الشائعة التي تصيب منطقة عنق الرحم (وهو جزء أسطواني مجوف يربط الجزء السفلي من رحم المرأة بالمهبل)، ويتمثل هذا السرطان بنمو غير طبيعي للخلايا في تلك المنطقة.
يأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة الرابعة بين السرطانات الأكثر شيوعاً بين النساء عالمياً وتعد النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و 44 عاماً هم الأكثر عرضة للإصابة به، إلا أن أكثر من15٪ من الحالات الجديدة هي في النساء فوق سن 65 عاماً.
اعراض سرطان عنق الرحم المبكرة
يعد التعرُّف على الأعراض وطلب المشورة الطبية للتعامل مع أي مخاوف خطوة حاسمة. ويجب عليك مراجعة وزيارة طبيبة النساء إذا لاحظتي ما يلي:نزيف غير معتاد بين الدورات الشهرية، أو بعد انقطاع الطمث، أو بعد الاتصال الجنسي.
زيادة أو رائحة كريهة في الإفرازات المهبلية.
أعراض مثل الألم المستمر في الظهر أو الساقين أو الحوض.
فقدان الوزن والإجهاد وفقدان الشهية.
الانزعاج المهبلي.
تورُّم في الساقين.
أعراض وعلامات سرطان عنق الرحم
على الرغم من أن بعض السيدات لا يشعرن بأية أعراض غير طبيعية إلا في المراحل المتأخرة من الإصابة، إلا أنه يوجد عدد من الأعراض والعلامات التي يمكن أن ترافق الإصابة بسرطان عنق الرحم:
حدوث نزف مهبلي في أوقات تختلف عن أوقات دورة الحيض المعتادة.
الشعور بألم في بعض الأحيان في منطقة عنق الرحم خلال الجماع.
ألم أثناء التبول.
الشعور بألم في الحوض.
الحاجة إلى التبول بشكل مستمر.
ألم في أسفل الظهر، أو أسفل البطن، أو في عظام الحوض.
وجود إفرازات مهبلية مختلفة في قوامها أو رائحتها عن المعتاد
كيف يتم تشخيص سرطان عنق الرحم؟
يعتبر فحص مسحة عنق الرحم فحصاً يجب إجراؤه دورياً، للكشف عن أية تغيرات في عنق الرحم مبكراً. يجب على النساء البدء بإجراء مسحة عنق الرحم دورياً عند بلوغ سن 21 عاماً. ويتم تشخيص الإصابة بسرطان عنق الرحم من خلال الإجراءات والفحوصات التالية:
فحص عينة مسحة عنق الرحم:
حيث يقوم طبيب أخصائي نسائية وتوليد بإجراء فحص مسحة عنق الرحم من خلال أخذ مسحة من الخلايا الموجودة على سطح عنق الرحم بعود قطني خاص. ثم يتم إرسال هذه الخلايا إلى المختبر لفحصها تحت المجهر بحثاً عن أدلة على أي تغيرات أو علامات سرطانية.
تنظير للمهبل وعنق الرحم:
في حال أظهر فحص مسحة عنق الرحم وجود تغيرات في خلايا عنق الرحم، يقترح الطبيب إجراء تنظير للمهبل وعنق الرحم يتم أثناء هذا الفحص صبغ خلايا عنق الرحم بصبغة آمنة أو بمادة حمض الاستيك، لتتم رؤيتها بشكل أوضح، ثم استخدام منظار لتكبير الخلايا وفحصها عن كثب.
اختبار الحمض النووي للورم الحليمي البشروي:
حيث تعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشروي HPV من أكثر العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم. وقد أصبح الآن بإمكان الأطباء فحص أنواع فيروس الورم الحليمي البشروي المسرطنة من خلال البحث عن جزء من الحمض النووي DNA في خلايا عنق الرحم.
ويتم هذا الاختبار بشكل مماثل لاختبار عنق الرحم من حيث كيفية جمع العينة، كما وأنه، في بعض الأحيان، يمكن حتى أن يتم على نفس العينة. ويتم إجراء هذا الفحص أيضاً للنساء اللواتي ظهر لديهن نتائج غير طبيعية في اختبار عنق الرحم، وذلك لمعرفة ما إن كانت المرأة قد تحتاج إلى مزيد من الاختبارات أو العلاجات.
اقرأ ايضا: تعرف على أعراض التهاب عنق الرحم وأسبابه وكيفية الوقاية منه
مراحل تطور سرطان عنق الرحم
يمر سرطان عنق الرحم بأربع مراحل تختلف بدرجة خطورتها و الأعضاء التي تصيبها دعينا نتعرف عليها
المرحلة الأولى: تكون الإصابة بالسرطان منحصرة في عنق الرحم فقط
المرحلة الثانية: يكون السرطان قد انتشر خارج عنق الرحم، ووصل إلى جدار الحوض
المرحلة الثالثة: يكون السرطان قد انتشر في الجزء السفلي من المهبل. وقد يصل السرطان أيضا في العقد الليمفاوية القريبة، وفي جدار الحوض
المرحلة الرابعة: يكون السرطان قد انتشر في المستقيم أو المثانة أو أجزاء أخرى من الجسم
اسباب سرطان عنق الرحم
تحدث معظم حالات سرطان عنق الرحم بسبب فيروس الورم الحليمي البشروي (Human Papilloma Virus, HPV) الذي ينتقل جنسياً، وهو نفس الفيروس الذي يسبب الثآليل التناسلية.
يوجد حوالي 100 سلالة مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشروي، ولكن أنواع معينة فقط هي التي تسبب سرطان عنق الرحم. ويعد النوعان الأكثر شيوعاً وراء الإصابة بسرطان عنق الرحم هما (HPV-16) و (HPV-18).
على الرغم من خطورة الفيروس الحليمي البشروي، إلا أنه يوجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، مثل:
تناول حبوب منع الحمل، خاصة لمدة تزيد عن 5 سنوات.
البدء بممارسة الجنس في سن مبكرة. ، أيضا الإصابة ببعض أمراض نقص المناعة.الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً.إنجاب توائم، أو الإنجاب قبل بلوغ عمر 17 عاماً.الإصابة بسرطان الكلية، أو المثانة، أو المهبل سابقاً و تدخين السجائر.
علاج سرطان عنق الرحم
من حسن الحظ أن الكشف المبكر عن حالات سرطان عنق الرحم يزيد من احتمال نجاح العلاج. وعادة ما يتكون العلاج مما يلي:
العلاج الكيماوي:
حيث يستخدم العلاج الكيميائي أدوية مخصصة لقتل الخلايا السرطانية، وتقليص حجم الأورام السرطانية في الجسم. كما يمكن أن يستخدم العلاج الكيماوي مع طرق العلاج الأخرى.
العلاج الإشعاعي:
يعتمد العلاج الإشعاعي على استخدام أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن أن يستخدم كعلاج أساسي لوحده، أو قد يستخدم بعد الجراحة، أو لتخفيف الأعراض مثل النزيف.
العلاج الجراحي:
عادةً ما يتم اللجوء إلى الجراحة لاستئصال الورم السرطاني خاصةً إن تم اكتشافه مبكراً، وتتم إزالة أكبر جزء ممكن من الورم، بالإضافة إلى الأنسجة المجاورة إن دعت الحاجة.
العلاج الموجه:
دواء بيفاسيزوماب (Bevacizumab) هو دواء جديد يستهدف الخلايا السرطانية ويمنعها من تكوين أوعية دموية جديدة، مما يوقف نموها. عادةً يعطى هذا الدواء بالتزامن مع العلاج الكيماوي
هل سرطان عنق الرحم خطير
يعتبر شرطان الرحم رابع أشيع السرطانات التي تصيب النساء على مستوى العالم، كما أنه قد يؤدي إلى الوفاة في حال لم تجرِ معالجته بشكل مناسب وبالوقت المناسب، ففي حال كانت درجته متأخرة وفي مراحله الأخيرة فقد يكون الأوان قد فات للقضاء عليه والسيطرة على الوضع.
حيث تختلف نتيجة العلاج باختلاف مرحلة سرطان عنق الرحم.
حيث نجد النسب المئوية للنساء الذين يبقينَ على قيد الحياة بعدَ 5 سنوات من التَّشخيص والمُعالجة كما يلي:
المرحلة الأولى: 80-90٪ من النّساء
المرحلة الثانية: من 60-75٪
المرحلة الثالثة: 30-40٪
المرحلة الرابعة: 15٪ أو أقلّ
وإذا نكس السرطان، فسوف ينكس مُجدَّدًا في غضون عامين عادةً.
اقرا ايضا: شكل الورم الليفي في الرحم وأسبابه واعراضه
هل سرطان عنق الرحم يسبب الوفاة
انخفض عدد الوفيات بسبب سرطان عنق الرحم بنسبة تزيد عن 50٪ منذ إدخال اختبارات عنق الرحم في البلدان التي تتوفر فيها هذه الاختبارات.
إذا خضعت جميعُ النساء لاختبارات فيروس الورم الحليمي البشروي و/أو بابانيكولاو بانتظام، يمكن القضاء افتراضيًّا على الوفيات الناجمة عن هذا السرطان.
هل يعود سرطان عنق الرحم بعد الاستئصال
قد يعود سرطان عنق الرحم في حالات شفيتِ من سرطان عنق الرحم، وقد يعود أيضاً سرطان الرحم بعد الاستئصال.
ويجب المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص بعد الشفاء من سرطان عنق الرحم للمراقبة ومتابعة وملاحظة أي تغيرات في الوقت المبكر لتجنب أي مضاعفات، ويكون جدول المتابعة بعد الشفاء من سرطان عنق الرحم كما يلي:
كل 3-4 أشهر خلال أول سنتين بعد العلاج الأولي.
كل 6-12 شهر لمدة 3-5 سنوات.
مرة واحدة سنوياً بعد أول 5 سنوات.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة زيارة الطبيب بغض النظر عن جدول المتابعة المذكور أعلاه وبغض النظر عن موعد الزيارة التالي فور ملاحظة أي من الأعراض التالية:
ألم في الحوض والوركين والظهر أو الساقين.
نزيف من المهبل بين فترات الحيض.
نزيف من المهبل بعد الجماع.
زيادة شدة أو طول فترة الحيض.
ألم الحوض أو ألم أثناء الجماع.
نزول إفرازات غير طبيعية من المهبل قد تكون مائية أو وردية ذات رائحة كريهة.
تغيرات في حركة الأمعاء.
تغيرات في وظيفة المثانة.
تسرب البول من المهبل.
فقدان الوزن غير المبرر.
السعال المستمر.
اقرا أيضا: افضل مشروبات لتنظيف الرحم وقت الدورة لتساعد على تهدئتك في هذا الوقت العصيب
كيف يمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم؟
يُمكن اكتشاف سرطان عنق الرحم قبل أن يمكنه النمو والانتشار عن طريق الخضوع إلى اختبارات بابانيكولاو بشكلٍ منتظمٍ حيث يوصي الأطباء بما يلي:
من عُمر 21 إلى 30 عامًا، الخضوع إلى اختبارات بابانيكولاو مرَّة كل عامين في عُمر 30 عامًا، اختبار بابانيكولاو واختبار فيروس الورم الحليمي البشروي معًا وإلى أن تبلغ المرأة 65 عامًا من العمر، ينبغي أن تخضع إلى اختبار بابانيكولاو كل 3 إلى 5 أعوام إذا كانت نتائج الاختبارات طبيعية في عمر 30 عامًا ينبغي على النساء اللواتي أُصِبن بسرطان عنق الرحم أو كانت نتائج اختبار بابانيكولاو غير طبيعية لديهن ان يخضعن إلى هذا الاختبار لمرَّة واحدة في العام على الأقلّ
يُمكن المساعدة على الوقاية من سرطان عنق الرحم عن طريق أخذ لقاح فيروس الورم الحليمي البشروي HPV (حُقنة) عندما تكون المرأة يافعةً، يُعطى اللقاح على جرعتين أو 3 جرعات، وذلك استنادًا إلى عمر الطفل عند الحصول على أول جرعة ينصح الأطباءُ البنات والأولاد معًا بأخذ اللقاح في عُمر 11 أو 12 عامًا وإذا لم تأخذ المرأة اللقاح عندما كانت في عمر 11 أو 12 عامًا، قد يُعطيها الأطباءُ هذا اللقاح حتَّى إن بلغت 27 عامًا من العُمر. ينبغي على البالغات اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين 27 .إلى 45 عامًا ولم يأخذن اللقاح أن يتحدثنَ مع الطبيب حول ما إذا كان ينبغي عليهنَّ أخذه.